في الأول من يوليو، كل عام، تحتفل العراقية الأيزيدية حلا سفيل (24 عاماً)، بيوم ميلادها "الجديد" حيث وافق تحريرها من تنظيم داعش.

وهذه السنة، كالسنة الماضية، والتي سبقتها، تطفئ الشمع على قالب الحلوى بين عائلتها ومحبّيها، وتشارك متابعيها على صفحتها في فيسبوك ذكرى ميلادها عام 2017.

وفي كل احتفال بتحريرها تتذكر حلا البقية من النساء والرجال أيزيديين الذين لم يعودوا حتى الآن
وفي كل احتفال بتحريرها تتذكر حلا البقية من النساء والرجال أيزيديين الذين لم يعودوا حتى الآن

وكتبت حلا "يوم تحريري يوم سعيد لي.. سأختصر لكم بعض المعاناة التي عشتها خلال فترة اختطافي".

وكانت حلا اختطفت يوم الثالث من أغسطس 2014، من قبل عناصر تنظيم داعش، وبقيت في معاقلهم ثلاث سنوات، ذاقت فيها الصعاب.

تقول "تعرضنا لمختلف طرق التعذيب والاغتصاب والإهانة والقتل والسبي والبيع في أسواق النخاسة. وقبل ثلاث سنوات تحررت في الجانب الأيمن من الموصول وعدت لأهلي وناسي".

"وبهذه المناسبة أحب أشكر كل من وقف معي وساندني و شجعني وأشعرني بلذة الحياة، مثل كل فرد، وأحب أن أشكر كل واحد وقف مع الناجيات وساعدهنَ مادياً ومعنوياً، وأوجه شكراً خاصاً للناشطين والناشطات في مجتمعي وكل الحب و التقدير لكم جميعاً لوقوفكم المستمر مع الناجيات. أنتم الأمل وأنتم السند" كتبت حلا، التي وقعت رسالتها بعبارة "ناجية أيزيدية خرجتُ من بين الحطام".

احتفالها عام 2019

احتفالها عام 2018

قصّة اختطافها

وحلا وهي ناشطة في التوعية بقضايا المختطفين والمختطفات من الأيزيديين لدى تنظيم داعش، وما زالوا حتى اليوم مجهولي المكان، بعد مرور ثلاث سنوات على تحرير المناطق العراقية التي خضعت لسيطرة التنظيم الإرهابي.

ونشرت في وقت سابق قصتها، قالت "كنت أعيش مع عائلتي في قرية تلقصب جنوب قضاء سنجار ، وفي أحد أيام شهر آب 2014 هربت مع عائلتي إلى قرية قني بالقرب من جبل سنجار، بعد تعرض الأيزيديين إلى الإبادة الجماعية في تلك القرية، وعندما وصلوا إلينا قاموا باعتقالنا جميعاً".

وتصف حلا عناصر داعش بالقول "رأيناهم كأنهم ليسوا بشراً، وخفت من شكلهم ومن راياتهم السوداء. أخذوا كل الرجال و قتلوهم الطلقات النارية، وهي مجزرة قني، الآن هم في مقبرة جماعية".

"بعد أن تخلصوا من جميع الرجال وعادوا إلينا وأخذوا جميع الممتلكات بقينا فقط النساء والأطفال والفتيات، نعاني الخوف، وكنا نصرخ بأعلى صوتنا، نطلب النجدة، ولا أحد يستجيب. سجنونا في قاعة كبيرة ورأينا على ملابسهم دماء الآباء و الإخوة، كنا نخاف من نظراتهم الغدارة  والشريرة، وقالوا لنا (قتلكم حلال لأنكم كفار أنتم أيزيديون أهالي قضاء سنجار سنأخذكم ونغتصبكم كباراً وصغاراً" تتابع حلا.

وقضت النساء والأطفال أول ثلاثة أيام في معاقل داعش من دون طعام وشراب، ثم تم نقلهم لسجن "بادوش"، وحينها تعرض السجن للقصف فعاد الجميع إلى تلعفر، حسبما تذكر حلا.

وتروي "فصلوني عن مصدر فرحتي وهي أمي وفصلوني عن سر سعادتي وهي شقيقتي وفصلوني عن حبيبتي وهي زوجة شقيقي، وفصلوا كل الفتيات عن أمهاتهن وأخذونا نحن الألف فتاة الفتيات إلى محافظة نينوى وأجبرونا على ارتداء ملابس جميلة".

وتم عرض الفتيات للبيع في أسواق داعش، تقول حلا "اشتراني أحدهم، وأثناء ذهابي شاهدت أخي سعد، وفوجئت أنه لم يمت، وصدمت برؤيته، وفي نفس الوقت حزنت لرؤيته يبكي ويصرخ في السيارة ويراقبني وهو لا يستطيع مساعدتي".

وتضيف حلا "الشخص الذي اشتراني قام باغتصابي، ولم تنقذني لا صرخاتي ولا دموعي، كنت مربوطة بالسرير،  وبعد شهر باعني لداعش آخر، ليتكرر الاغتصاب والضرب".

وهناك، حاولت حلا الانتحار أكثر من مرة كما حاولت الهرب ولم تنجح بالهرب من معاقلهم. وبعد أن أخذوها إلى محافظة نينوى وحدث هناك هجوم على داعش من قبل الحشد والجيش العراقي، نجحت حلا في الهرب أثناء هذه المعارك.

ووصلت أولاً إلى قوات الحشد الشعبي، وعن طريقهم وصلت لمكان آمن في بيت عائلة من الموصل، تقول حلا "صاحبة البيت اعتبرتني كابنتها.. لا أنسى فضلهم. وفي اليوم التالي أخذوني إلى الشرطة وأخبرتهم أنني أيزيدية من قضاء سنجار".

"أنتن قدّيسات"

ومن خلال الشرطة حاولت التواصل مع أحد أفراد عائلتها أو معارفها، تقول حلا "لم أكن أعرف شيئًا عن أي أحد من أفراد عائلتي، وتواصلت مع الأٍتاذ خضر إلياس مشرف محافظة نينوى، وأخبرته أنني أخشى العودة، حيث قال لنا الدواعش إن الأيزيديين يقتلون بناتهم بعد عودتهن (بعد أن ضربونا واغتصبونا) فقال لي (لا يا ابنتي، أنتن قديساتنا وعلى رؤوسنا) وحين سمعت هذه الكلمات طرت من الفرحة".

أخذت الشرطة حلا إلى بعشيقة وسلمتها إلى مدير دائرة المختطفات حسن كورو القائدي، حسبما تقول.

وبعد منتصف الليل التقت أخويها فواز وعُمر، تقول حلا "كأنني امتلكت العالم بأكمله وفي نفس اللحظة عانيت حين لم أجد أمي وبقية العائلة".

irfaasawtak.com

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).